الدورة 66 للجنة المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والمواصفات والتعدين (ايدسمو) انعقدت في أكادير، المغرب، في الفترة من 19 إلى 21 نوفمبر 2024. جمعت هذه الدورة وفودًا من 11 دولة عربية وأكدت على التزام المنطقة المستمر بالتقدم الصناعي والتقييس والتنمية الاقتصادية.
كان من أبرز ما يميز الجلسة مشاركة الدكتور جيسموند هونغ، الرئيس التنفيذي للعمليات التابع International Centre for Industrial Transformation (INCITوقد جسدت مشاركة الدكتور هونغ أهمية التعاون الدولي في تعزيز التحول الصناعي في مختلف أنحاء المنطقة العربية. وخلال الجلسة، المهندس عادل الصقر مدير عام الهيئة العامة للموانئ وقعت شركة أدنوك اتفاقية تعاون محورية مع الدكتور هونغ، بهدف دفع عجلة التحول الصناعي المستدام. وتقديرًا لتعاونهما، قدم المهندس الصقر للدكتور هونغ درعًا تذكاريًا. وقد عززت هذه البادرة الرمزية الشراكة الاستراتيجية بين شركة أدنوك وشركة INCIT، مع التركيز على تعزيز الابتكار الصناعي والنمو الاقتصادي والاستدامة في العالم العربي.
تمثل اتفاقية التعاون خطوة مهمة إلى الأمام في تعزيز التقدم الصناعي والتكنولوجي في جميع أنحاء المنطقة العربية. كما تعكس الدور المتزايد للمنظمات الدولية مثل INCIT في المساهمة في التنمية الإقليمية. تشهد المنطقة العربية تحديثًا صناعيًا سريعًا والشراكات مثل تلك بين INCIT وIDSMO ضرورية لضمان أن يكون هذا التحول مبتكرًا ومستدامًا. ستعمل خبرة INCIT في التحول الصناعي، إلى جانب القيادة الإقليمية لـ IDSMO، على إنشاء قطاع صناعي أكثر مرونة وتنافسية في المنطقة العربية.
وبالإضافة إلى هذه الشراكة الرئيسية، شهدت الدورة أيضًا إنجازات كبيرة للمنطقة العربية في مجال التقييس العالمي. فقد تم اختيار مصر لتولي رئاسة المنظمة الدولية للمعايير (ISO) للفترة 2026-2028. ويسلط هذا الإنجاز الضوء على النفوذ المتزايد للدول العربية في هيئات التقييس العالمية، وخاصة في المجالات الحيوية للتنمية الصناعية. وعلاوة على ذلك، حصلت دولة الإمارات العربية المتحدة على منصب في مجلسي المنظمة الدولية للمعايير واللجنة الكهروتقنية الدولية (IEC). وتُعد هذه المعالم البارزة شهادة على الجهود المستمرة التي تبذلها الدول العربية لتعزيز حضورها العالمي وريادتها في المعايير الدولية، والتي تعد حاسمة لتعزيز النمو الصناعي والتنمية الاقتصادية.
كما تناولت الجلسة المبادرات الإقليمية الرئيسية المصممة لتعزيز التعاون الصناعي بين الدول العربية. ومن بين هذه المبادرات المنصة العربية للمعادن المستقبلية، التي تهدف إلى تبسيط قطاع المعادن وتعزيز التعاون في استخراج ومعالجة المعادن. وتعتبر هذه المنصة بالغة الأهمية بالنسبة للمنطقة العربية، التي تزخر بالموارد المعدنية ولكنها تواجه تحديات في الاستفادة الكاملة منها من أجل التنمية الاقتصادية. ومن خلال تسهيل تبادل المعلومات والشراكات بشكل أفضل، ستلعب المنصة العربية للمعادن المستقبلية دوراً رئيسياً في إطلاق العنان للإمكانات الكاملة للثروة المعدنية في المنطقة.
ومن المبادرات المهمة الأخرى التي تمت مناقشتها استراتيجية التكامل الصناعي العربي. وتسعى هذه الاستراتيجية إلى تحسين الإنتاجية الصناعية ودعم الروابط القوية بين الدول العربية. والهدف هو خلق نظام بيئي صناعي أكثر تكاملاً، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء. ومن المتوقع أن يعزز هذا التكامل القدرة التنافسية الشاملة للمنطقة، ويقلل الاعتماد على الأسواق الخارجية، ويدفع النمو المستدام.
وتؤكد مشاركة الدكتور هونغ في الجلسة، ممثلاً عن منظمة INCIT، على أهمية مثل هذه الشراكات الاستراتيجية في تعزيز الأجندة الصناعية للمنطقة العربية. ومن خلال التعاون مع منظمة IDSMO، تواصل منظمة INCIT لعب دور حيوي في دعم جهود المنطقة العربية لتحقيق أهدافها الاقتصادية طويلة الأجل. ومع تحرك المنطقة نحو مزيد من التصنيع والتقدم التكنولوجي، فإن الشراكات بين المنظمات الدولية مثل منظمة INCIT والهيئات الإقليمية مثل منظمة IDSMO تشكل أهمية بالغة لضمان بقاء العالم العربي قادراً على المنافسة على الساحة العالمية.
وفي الختام، كانت الدورة السادسة والستين للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين بمثابة معلم مهم في تعزيز التعاون الصناعي والتقييس والتعدين في جميع أنحاء المنطقة العربية. ومع توقيع اتفاقيات جديدة وتحقيق معالم مهمة في التقييس العالمي، سلطت الدورة الضوء على الدور المتزايد للعالم العربي في تشكيل مستقبل التنمية الصناعية. ومن خلال التعاون الاستراتيجي، مثل التعاون مع INCIT، أصبحت المنطقة على استعداد لتحقيق النمو المستدام والريادة في المشهد الصناعي العالمي.